َنَصَائِحُ فِي كَيْفِيَّةِ حِفْظِ وَمُرَاجَعَةِ الْقُرْءَانِ الْكَرِيمِ

الْحَمْدُ ِلله الَّذِي نَزَّلَ كَتَابَهُ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، وَيَسَّرَ حِفْظَهُ لِلْقَاصِدِينَ، وَجمَعَهُ فِي صُدُورِ الْمُصَطَفَيْنَ، وَأَثْنَى فِيهِ عَلَى الْمُتَدَبِّرِينَ، وَرَفَعَ بِهِ الْعَامِلِينَ؛ وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

وَبَعْدُ، فَهَذَا كُتَيِّبٌ مُوَجَّهٌ إِلَى كُلِّ مَنْ تَحَرَّكَ قَلْبَهُ شَوْقًا إِلَى حِفْظِ كَتَابِ اللهِ الْعِزِيزِ، سَوَاءٌ كَانَ مُبْتَدِئًا فِي الْحِفْظِ أَوْ مُتَقَدِّمًا؛ حَاوَلْتُ فِيهِ جَمْعَ أَهَمِّ النَّصَائِحِ الَّتِي تَخْتَزِلُ أَنْجَعَ الطُّرُقِ لِحِفْظِهِ وَتَرْسِيخِهِ، وُتُنَبِّهُ عَلَى جُلِّ الْأَخْطَاءِ الْمُعَطِّلَةِ وَالْمُعَوِّقَةِ لِذَلِكَ، مُتَّخِذًا فِيهِ مَنْهَجًا عَمَلِيًّا مُبَسَّطًا، بَعِيدًا عَنِ الْكَلَامِ النَّظَرِيِّ الْجَمِيلِ وَلَكِنِ الْقَلِيلِ الْفَائِدَةِ( [1])، مُعْتَمِدًا فِي ذَلِكَ بَعْدَ اللهِ تَعَالَى عَلَى تَوْجِيهَاتِ مَشَايِخِي، جَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا جَمِيعًا( [2])، وَعَلَى تَجْرِبَتي الشَّخْصِّيَّةِ مَعَ  الْقُرْءَانِ الْكَرِيمِ، وَتَحْفِيظِهِ وَتَدْرِيسِهِ لِمُدَّةِ عِشْرِينَ عَامًا.
([1]) أَقْصِدُ بَذَلِكَ الْكَثِيرَ مِمَّا يُرَوَّجُ لَهُ عَبْرَ الْأَنْتَرْنَت مِنْ دَوْرَاتٍ لِتَحْفِيظِ الْقُرْءَانِ كَامِلًا فِي بَعْضِ الْأَسَابِيع، وَهْيَ فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسَتْ سِوَى أَسَالِيبَ تَسْوِيقِيَّة لِكَسْبِ الْمَالِ.

([2]) أَخُصُّ بِالذِّكْرِ مِنْهُمْ الشَيْخَ الْجَلِيلَ مُحَمَّد عَلِي الدِّلَّاعِي: رَئِيسَ لَجْنَةِ تَصْحِيحِ الْمَصَاحِفِ بِالدِّيَّارِ التُّونُسِيَّةِ سَابِقًا رَحِمَهُ اللهُ، وَالدُّكْتُورَ صَفْوَتَ سَالِم: مُقْرِئَ القِرَاءَاتِ الْعَشْرَ الْكُبْرَى بِمَعْهَدِ الشَّاطِبيِّ بِجدَّةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ وَالشَّيْخَ: مُحَمَّدَ عَوَضَ، والشَّيْخ: صَلَاح شبانه: مُدَرِّسَي الْقُرْءَانَ الْكَرِيمِ والْقِرَاءَاتِ بِالْحَرِمِ الْمَدَنِيِّ، عَلَى صَاحِبِهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَزْكَى السَّلَامِ، وَغَيْرِهُمْ مِن الْمَشَايِخِ، جَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا جَمِيعًا.